طاقةنفط

تحليل أسواق النفط العالمية: هل يحافظ النفط على سعر أقل من 100 دولار للبرميل وسط التحديات الكبيرة؟

يقول خبراء في سوق النفط إنه من غير المتوقع أن يصل سعر النفط الخام إلى 100 دولار للبرميل هذا العام بسبب عوامل مثل انخفاض احتمال قيام أوبك + بتنفيذ تخفيضات أكبر للإمدادات وارتفاع مخزونات النفط الخام في الصين.

في حين أن خام برنت، الذي يستخدم كمعيار لثلثي النفط العالمي، شهد زيادة بأكثر من 5.0% في الشهر الماضي، ويرجع المحللون في بنك جولدمان ساكس ذلك إلى التخفيضات الإضافية للإنتاج من قبل أعضاء أوبك + والمخاوف بشأن الاهتمام القوي، وقد خففت البنوك المركزية من ارتفاعات أسعار الفائدة من خلال تهدئة التضخم في الاقتصادات الكبرى.

يعتقد بنك الاستثمار العالمي الرائد أن السوق سيتحول إلى العجز في النصف الثاني من العام، ونتيجة لذلك، من المحتمل أن تتحرك الأسعار نحو 86 دولار للبرميل، بينما يؤكد البنك أن عجزاً أكبر بكثير يبلغ 3.3 مليون برميل يومياً سيكون ضرورياً لإعادة أسعار النفط الخام إلى النطاق المكون من ثلاثة أرقام، ومن خلال ذلك، يعتقد بنك جولدمان ساكس أنه من غير المرجح أن تخفض أوبك + الإنتاج من أجل رفع الأسعار إلى هذه المستويات.

قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي إن الإجراءات الحالية من قبل أوبك + كافية لدعم سوق النفط في الوقت الحالي والمجموعة وانها ستتحرك إذا كانت هناك حاجة إلى أي خطوات أخرى، وتضخ أوبك + التي تضم حلفاء بقيادة روسيا  نحو 40% من الخام العالمي وتعمل المجموعة على الحد من العرض منذ أواخر عام 2022 لدعم السوق.

وفي سياق متصل، خفضت JPMorgan مؤخراً توقعاتها لأسعار النفط لهذا العام و 2024 حيث ترى أن نمو العرض العالمي يعوض ارتفاعاً قياسياً في الطلب، في حين أن تراكم المخزون يقلل من مخاطر ارتفاع الأسعار، بينما عدل بنك وول ستريت توقعاته لمتوسط سعر برنت لعام 2023 إلى 81 دولار للبرميل من 90 دولار في وقت سابق، ولغرب تكساس الوسيط WTI  إلى 76 دولار للبرميل من 84 دولار سابقاً، وذلك وفقاً لوكالة رويترز للأنباء.

النفط

كما خفض خبراء سوق النفط في PMorgan توقعاتهم لأسعار خام برنت لعام 2024 إلى 83 دولار للبرميل من 98 دولار، ولنفط خام غرب تكساس الوسيط إلى 79 دولار للبرميل من 94 دولار سابقاً، وتم تداول العقود الآجلة لخام برنت حول 75 دولار للبرميل في 14 يونيو بينما كان خام غرب تكساس الوسيط حوالي 70 دولار للبرميل.

ويتوقع البنك الأمريكي الآن نمو المعروض العالمي من النفط بمقدار 2.2 مليون برميل يومياً في عام 2023 متجاوزاً نمو الطلب المتوقع البالغ 1.6 مليون برميل يومياً.

وفي مذكرة صادرة عن JPMorgan جاء فيها:

“أصبح من الواضح بشكل متزايد أن أسعار النفط المرتفعة على مدى العامين الماضيين فعلت بالضبط ما يفترض أن تفعله وهو تحفيز العرض.” وجاء التأكيد أن العالم قد يستهلك رقماً قياسياً قدره 101.4 مليون برميل يومياً من النفط هذا العام بقيادة طلب غير مسبوق في الصين والهند والشرق الأوسط.

يسلط تقرير جولدمان ساكس الضوء أيضاً على التأثير المحتمل لشركات النفط الصخري الأمريكية على زيادة إنتاجها، نظراً لأن هذه الشركات شهدت انخفاضاً في تكاليف الإنتاج فقد يتم تقويض أي تخفيضات محتملة يقوم بها تحالف 23 دولة منتجة للنفط.

في أوائل يونيو، أعلنت المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط الخام في العالم أنها ستمدد خفض الإنتاج الطوعي بمقدار مليون برميل يومياً حتى أغسطس، وتخطط روسيا أيضاً لخفض إمداداتها النفطية بمقدار 500 ألف برميل يومياً في أغسطس وذلك بالإضافة إلى تخفيضات الإنتاج المعلنة سابقاً.

والجدير بالذكر، نفذت مجموعة أوبك + قيود إنتاج إجمالية قدرها 3.66 مليون برميل يومياً وهو ما يمثل حوالي 3.7% من الطلب العالمي، وتشمل هذه التخفيضات بمقدار 2 مليون برميل يومياً المتفق عليها العام الماضي والتخفيضات الطوعية البالغة 1.66 مليون برميل يومياً التي تم الإعلان عنها في أبريل.

يشير جولدمان ساكس إلى أن هناك وعياً متزايداً بآثار ارتفاع أسعار النفط حيث أدت أزمة الطاقة التي شهدتها العام الماضي إلى سياسات جذرية تهدف إلى تحقيق انبعاثات صفرية صافية.

النفط

ارتفعت أسعار النفط الأسبوع الماضي، حيث يتجه كل من خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت لتحقيق مكاسب أسبوعية رابعة على التوالي، وينتهي الأسبوع بارتفاع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.91% عند 76.34 دولار بينما تداول برنت عند 80.34 دولار بزيادة قدرها 0.88%.

في مارس 2022، وصل خام برنت إلى قرابة 140 دولار للبرميل بسبب مخاوف من نقص الطاقة العالمي الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا.

ومن المتوقع أن تلعب الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر مستورد للخام دوراً مهماً في الطلب على النفط الخام هذا العام، بينما انتعش الاقتصاد الصيني بعد رفع قيود كوفيد-19 في وقت سابق من هذا العام، فقد شهد تباطؤاً في مايو مع ضعف مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي والتباطؤ في قطاع العقارات.

على الرغم من أن أداء الاقتصاد الكلي في الصين يمكن أن يتحسن، إلا أن بنك جولدمان ساكس يسلط الضوء على أن مخزونات النفط الخام في البلاد تقترب من مستويات قياسية، وبالتالي، إذا فاق الطلب التوقعات فمن المرجح أن يتم سحب هذه المخزونات إلى حد كبير.

قال المحللون إن تعهد الصين بتعزيز اقتصادها أدى إلى تحسن المعنويات في أسواق النفط بينما تبدو الأساسيات صعودية على نحو متزايد.

في حين أن البيانات الاقتصادية من الصين والولايات المتحدة لا تزال متباينة، تشير الأساسيات بشكل متزايد إلى تضييق سوق النفط هذا الصيف.

أظهرت صادرات النفط الخام الروسية علامات تراجع للأسبوع الثاني على التوالي، وتشير التقديرات إلى انخفاضها إلى أدنى مستوى لها في 6 أشهر في الأسابيع الأربعة المنتهية في 16 يوليو، وتستعد روسيا لخفض 500 ألف برميل يومياً من صادراتها النفطية في أغسطس والنقل البحري، بينما تشير الخطط حتى الآن إلى أن روسيا قد تفي بجزء على الأقل من تعهدها بخفض صادرات النفط الشهر المقبل.

كما بدأت صادرات السعودية من النفط الخام في التراجع إلى أقل من 7 مليون برميل يومياً في مايو للمرة الأولى منذ عدة أشهر، ومن الممكن أن تنخفض شحنات الخام من أكبر مصدر في العالم لأن السعودية تخفض الآن إنتاجها بمقدار 1 مليون برميل يومياً في يوليو وأغسطس.

 

 

المصدر
هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى