الصين والسعودية تجريان محادثات مهمة بشأن صناديق المؤشرات المتداولة … إليك التفاصيل
قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن بورصتي الصين والسعودية تجريان محادثات للسماح للصناديق المتداولة في البورصة بالإدراج في بورصات بعضهما البعض في الوقت الذي تتطلع فيه الدولتان إلى تعميق العلاقات المالية وسط تحسن العلاقات الدبلوماسية.
وقالت المصادر إن المحادثات في مراحلها المبكرة وقد تمثل خطوة أولى رئيسية من جانب بكين والرياض نحو توسيع التعاون إلى ما وراء قطاعات الطاقة والأمن والتكنولوجيا الحساسة.
وقال اثنان من المصادر إن بورصة شنتشن، إحدى البورصتين الرئيسيتين في البر الرئيسي الصيني، تجري مفاوضات مع مجموعة تداول السعودية، المشغلة للسوق المالية السعودية لصالح ETF Connect، كما يطلق على البرنامج.
وبالنسبة للصين، فإن شراكة “ETF Connect” مع المملكة العربية السعودية ستكون الأولى من نوعها خارج شرق آسيا وتؤكد التزامها بفتح أسواقها المالية التي تبلغ قيمتها تريليونات الدولارات للمستثمرين الدوليين.
وقال أحد المصادر إنه تم إخطار بعض أكبر مشغلي صناديق المؤشرات المتداولة في الصين في الأشهر الأخيرة بإمكانية إبرام اتفاق إدراج متبادل مع السعودية ويدرس البعض هذا الخيار. ولم ترد لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية وبورصة شنتشن ومجموعة تداول على طلبات رويترز للتعليق، ورفضت المصادر الكشف عن اسمها لأنها غير مخولة بالتحدث إلى وسائل الإعلام.
سيسمح الإدراج المتبادل لصناديق الاستثمار المتداولة للمستثمرين في الصين والمملكة العربية السعودية بتداول الصناديق التي تتبع أسهماً أو مؤشرات سندات محددة مدرجة في بورصات بعضها البعض.
أطلقت الصين مشاريع “ETF Connect” في السنوات الأخيرة مع البورصات الخارجية في هونغ كونغ واليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة. وقال المطلعون على الصناعة إن أحجام التداول لهذه البرامج لم تنطلق بعد، على الرغم من أن بعض المنتجات أثبتت شعبيتها.
يعد صندوق ICBC CSOP FTSE CHINESE GOVERNMENT BOND INDEX، الذي أطلقته CSOP Asset Management الصينية في عام 2020 بموجب مخطط “ETF Connect” مع سنغافورة، أحد أكبر صناديق الاستثمار المتداولة الموجودة في الدولة المدينة.
العروض المتخصصة
في نهاية يونيو، تم إدراج ما مجموعه 886 صندوق ETFs بقيمة 256.8 مليار دولار في بورصات الصين وهونغ كونغ، وفقاً لبيانات Morningstar.
سوق صناديق المؤشرات المتداولة في المملكة العربية السعودية ناشئ نسبياً مع ثماني منتجات فقط مدرجة في البورصة، على الرغم من أنها واحدة من أكبر أسواق الأسهم في الأسواق الناشئة برأسمال 2.7 تريليون دولار.
كما تجري بورصة هونج كونج المحدودة محادثات منفصلة مع نظيرتها السعودية لبرنامج مماثل، حسبما قال أحد المصادر وشخصان مطلعان على الأمر.
وقعت بورصة هونج كونج في ذلك الوقت اتفاقية مع مجموعة تداول في فبراير من هذا العام لاستكشاف التعاون في عدد من المجالات، بما في ذلك الإدراج المتبادل من أجل المنفعة المتبادلة للأسواق المالية لكلا المنظمتين، حسبما ذكرت بورصة هونج كونج في ذلك الوقت.
وقالت هذا الأسبوع رداً على استفسار من رويترز: “سنحدث السوق إذا حدثت أي تطورات جوهرية في تعاوننا”.
وقال جاكي تشوي، مدير تصنيفات الاستثمار السلبي في مورنينج ستار آسيا، إن صناديق المؤشرات المتداولة السعودية ستقدم “عرضاً صغيراً ومتخصصاً للغاية” للمستثمرين في الصين وهونج كونج مع تعرضهم للأسهم العربية والسندات والذهب والأسهم الأمريكية. وقال أيضاً: “معرفة المستثمرين المحليين بالسوق بموجب المخطط ستكون أساسية أيضاً” قبل أي استثمار.
وتسعى بكين، التي تشعر بالإحباط مما تعتبره تسليح واشنطن للسياسات الاقتصادية، إلى توسيع العلاقات مع دول في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وتشمل مساعيها الدبلوماسية للتودد إلى الآخرين المملكة العربية السعودية حليفة الولايات المتحدة.
وفي حين أن التعاون الاقتصادي بين بكين والرياض لا يزال يرتكز على مصالح الطاقة، فإن العلاقات في التجارة والاستثمار والأمن آخذة في التوسع. الصين هي أكبر شريك تجاري للمملكة العربية السعودية مع تجارة بقيمة 87.3 مليار دولار في عام 2021.
كما وقعت وزارة الاستثمار السعودية صفقة بقيمة 5.6 مليار دولار مع شركة صناعة السيارات الكهربائية الصينية هيومان هورايزونز للتعاون في تطوير وتصنيع وبيع السيارات، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية في يونيو.
وفي مارس آذار زادت شركة النفط العملاقة أرامكو السعودية استثماراتها التي تقدر بمليارات الدولارات في الصين من خلال وضع اللمسات الأخيرة على مشروع مشترك مخطط له في شمال شرق الصين وتحديثه والاستحواذ على حصة موسعة في مجموعة بتروكيماويات يسيطر عليها القطاع الخاص.