
أعلنت الأمم المتحدة يوم الجمعة إن التهديد الوشيك بحدوث تسرب نفطي هائل في البحر الأحمر قد تم تفاديه بعد أن تم بنجاح نقل أكثر من مليون برميل من النفط من سفينة صافر إلى سفينة إنقاذ أخرى، والجدير بالذكر، أن صافر هي سفينة تخزين متحللة راسية في الساحل اليمني لسنوات وصفت بأنها “قنبلة موقوتة”.
حيث رحب الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” بالإنجاز الناجح لهذه المرحلة من العملية قائلاً: “إن العملية تجنبت ما يمكن أن يكون كارثة بيئية وإنسانية ضخمة”.
ووصف “أخيم شتاينر” رئيس برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة ذلك بأنه “أحد أهم الإجراءات الوقائية التي تم اتخاذها في السنوات الأخيرة”.
وأضاف: “لقد كتب البعض منكم ووصف سفينة التخزين والتفريغ العائمة بأنها قنبلة موقوتة، أعتقد أنه من العدل أن نقول إنه اعتباراً من اليوم لم يعد ذلك يمثل تهديداً مباشراً”.
وفقاً للمسؤولين، فإنه وعلى الرغم من إزالة الجزء الأكبر من النفط، إلا أن العملية لم تكتمل بعد، حيث لا تزال هناك كمية صغيرة من الزيت اللزج على متن السفينة ولا يزال من الممكن أن تتفكك السفينة.
وصرح “ديفيد جريسلي” المنسق المقيم للأمم المتحدة في اليمن قائلاً:
“يختلط النفط المتبقي على صافر بالرواسب ولا يمكن ضخه في هذه المرحلة،ستتم إزالته أثناء التنظيف النهائي للسفينة”.
وأضاف: أن المرحلة الثانية والأخيرة من العملية والتي ستشمل تجريد وتنظيف السفينة وتجهيزها للقطر والتخريد، من المتوقع أن تستغرق ما بين أسبوع و 10 أيام لتكتمل.
ترسو السفينة في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن بالقرب من ميناء الحديدة منذ أكثر من 8 سنوات منذ بدء الحرب في البلاد، وخلال ذلك الوقت، كانت تخضع للقليل من الصيانة أو لم تكن هناك صيانة أصلاً فتدهورت حالتها إلى درجة كانت هناك مخاوف متزايدة من حدوث تسرب نفطي كارثي.
ووفقاً للأمم المتحدة، فقد احتوت على أكثر من 1.14 مليون برميل من النفط وهو ما يعادل 4 أضعاف ما تسرب خلال كارثة إكسون فالديز عام 1989 قبالة سواحل ألاسكا وهي واحدة من أسوأ الكوارث البيئية في العالم.
تجاوزت التبرعات لتمويل عملية الإنقاذ الآمن من 23 دولة عضو في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والقطاع الخاص والجمهور 121 مليون دولار، لكن لا تزال هناك حاجة إلى 20 مليون دولار أخرى لإكمال العملية.
قال جريسلي:
“يجب أن نعترف بالتعاون الذي تلقته الأمم المتحدة من السلطات في صنعاء لا سيما من خلال اللجنة الفنية الأكثر أماناً ومقرها في الحديدة والتي ضمنت الوصول والدعم الأمني والفني المطلوب لتنفيذ ذلك”.
وأضاف قائلاً:
“إن الأمم المتحدة تلقت أيضاً دعماً سياسياً وفنياً كبيراً من الحكومة اليمنية ولا يمكن التقليل من شأنها، فقد قدموا مساهمة بقيمة 5 ملايين دولار للمرفق البيئي العالمي مما جعلهم أحد أكبر 10 مانحين للمشروع “.
كما سلط جريسلي الضوء على حقيقة أن القبطان اللذان يعملان في العملية على متن صافر تمت دعوتهما للسفر من عدن للمشاركة في المشروع والذي وصفه بأنه “مؤشر على أهمية تجاوز المخاوف اليومية الموجودة في الحرب الأهلية المستمرة هنا”.
ووفقاً لجريسلي، لقد أثار الإنجاز الأمل ليس فقط في المجتمع الدولي ولكن بين الشعب اليمني الذي أعرب عن أمله في أن قدرة الخصوم على العمل معاً لمعالجة هذه المشكلة الحرجة قد ترسي الأساس لتعاون أوسع ومفاوضات سلام.
وأضاف أن نجاح عملية الإنقاذ هو شهادة على قوة الدبلوماسية والصبر والشفافية في الجهود المبذولة لتعزيز التعاون حتى في أصعب المواقف.
وأضاف جريسلي أيضاً:
“إنه يوم جمعة جيد، نشعر بالرضا عما رأيناه اليوم، من الجيد أن ترى شيئاً ما يتقدم كما حدث هنا، فيما يتعلق بالحوار السياسي الأكبر، بالطبع لن يساهم بشكل مباشر في ذلك، لكن يجب أن أقول إنها تخلق القليل من الأمل للناس بأن هناك طريقاً للمضي قدماً.
وبعد ذلك، في حين أن الطرفين متخاصمان، فقد وجدوا طريقة لتنحية هذه الخلافات جانباً لفترة كافية للتعامل مع هذه المشكلة بالذات، وهذا يمكن أن يخلق على ما أعتقد ظروفاً أكثر ملاءمة للمفاوضات.
وأعتقد أيضاً أن (مذكرة التفاهم) التي تم توقيعها في مارس من العام الماضي، والتي التزمت بها صنعاء حتى الآن، هي علامة جيدة على أنه يمكنك إجراء مفاوضات ناجحة في هذا السياق قائلاً:
“هذا لا يضمن ذلك ولكنه على ما أعتقد يخلق إحساساً بالأمل الذي ربما لم يكن موجوداً من قبل، وآمل أن يتمكن أولئك الذين هم في وضع يسمح لهم بذلك من الاستفادة من أي زخم يخلقه هذا للمضي التطور”.
وفي سياق متصل، قال “شتاينر” إنه في السياق الأوسع للوضع في اليمن وهو بلد يتصارع مع واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية الكارثية التي شهدها العالم على الإطلاق، فإن نجاح عملية إفراغ السفينة صافر يقدم “بصيص من الأمل”، لا سيما وسط تحولات أوسع في ديناميكيات المنطقة وداخل اليمن نفسه.