ارتفاع التضخم في لبنان مع انتهاء ولاية حاكم البنك المركزي
بلغ التضخم في لبنان 252 في المائة سنوياً في يوليو مع انتهاء ولاية حاكم البنك المركزي رياض سلامة الشهر الماضي واستمرار المأزق السياسي بشأن انتخاب رئيس وسط أسوأ أزمة اقتصادية في البلاد.
استمر التضخم الجامح للشهر ال 37 على التوالي حيث استمرت عملة البلاد في فقدان قيمتها في الأسواق الموازية والرسمية منذ أن انخفضت قيمتها بنسبة 90 في المائة في بداية فبراير، وجاءت الزيادة في تكاليف المعيشة مدفوعة بارتفاع تكلفة السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى، فضلاً عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشروبات غير الكحولية والنقل، وفقاً لمؤشر أسعار المستهلك الصادر عن الإدارة المركزية للإحصاء.
ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنحو 7 في المائة اعتباراً من يونيو 2023، وارتفعت أسعار المواد الغذائية التي تمثل 20 في المائة من مؤشر أسعار المستهلك، بنسبة 279 في المائة، في حين ارتفعت أسعار الإسكان والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى التي تبلغ نسبة وزنها 28 في المائة بنسبة 234 في المائة.
وارتفعت التكاليف الصحية التي تمثل نحو 8 في المائة من المؤشر بنسبة 257 في المائة وقفز النقل الذي له وزن 13 في المائة بنسبة 222 في المائة.
بدأ معدل التضخم في لبنان بالانخفاض بعد أن بلغ 171 في المائة العام الماضي، وهو الأعلى منذ حوالي أربعة عقود و155 في المائة في عام 2021، حيث بدأ في الانتعاش في وقت مبكر من هذا العام حيث خفض البنك المركزي في البلاد قيمة الليرة اللبنانية في فبراير.
وتغير سعر الصرف الرسمي إلى 15,000 جنيه للدولار الأمريكي، مقارنة بربط العملة المعمول به منذ عام 1997 والبالغ 1,507.50 جنيه مقابل الدولار.
منذ عام 2019، كانت البلاد في قبضة أزمة اقتصادية وصفها البنك الدولي بأنها واحدة من أسوأ الأزمات في التاريخ الحديث، ولم تنفذ بعد الإصلاحات الهيكلية والمالية الحاسمة اللازمة لإطلاق 3 مليارات دولار من المساعدات من صندوق النقد الدولي، والتي يمكن أن تمهد الطريق أيضاً لمليارات أخرى من المساعدات من المانحين الدوليين الآخرين.
ولم يعين السياسيون اللبنانيون خلفاً لسلامة، الذي كان على رأس البنك المركزي منذ عام 1993، ويلقي عليه الآن العديد من اللبنانيين باللوم في الانهيار الاقتصادي للبلاد. وبموجب القانون اللبناني يشرف النائب الأول للحاكم وسيم منصوري الآن على الهيئة التنظيمية المالية بصفته بالنيابة بدعم من ثلاثة نواب للمحافظ.
وفي حين أن الاستيلاء الفوري على السلطة يتجنب إضافة المزيد من عدم اليقين إلى وضع لبنان غير المستقر، إلا أن البلاد لا تزال بحاجة إلى تعيين رئيس حيث ظل لبنان بلا رئيس منذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2022، عندما انتهت ولاية ميشال عون التي استمرت ست سنوات. وتديره حكومة انتقالية برئاسة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، بصلاحيات محدودة.
لقد أوقف الفراغ السياسي التقدم الاقتصادي في لبنان والتقدم الحالي بارز لأنه يهدد بسن إصلاحات تعتبر ضرورية للأمة للخروج من أسوأ أزمة مالية، وكانت البلاد بدون رئيس لمدة عامين ونصف العام حتى انتخاب عون من قبل البرلمان المكون من 128 مقعدا في عام 2016.
وانتخب سلفه ميشال سليمان في 2008 بمساعدة قطر وبعد 19 تأجيلاً في البرلمان منهياً أزمة سياسية استمرت 18 شهراً.
في يونيو، حذر صندوق النقد الدولي من أن المزيد من التأخير في الإصلاحات سيبقي الثقة منخفضة بينما ستزداد الدولرة النقدية للاقتصاد، مما يتسبب في انخفاض قيمة العملة الوطنية بشكل أكبر وإبقاء التضخم مرتفعاً.
وانكمش الاقتصاد اللبناني بنحو 58 بالمئة بين عامي 2019 و2021، مع تراجع الناتج المحلي الإجمالي إلى 21.8 مليار دولار في 2021 من نحو 52 مليار دولار في 2019 بحسب البنك الدولي. وكان هذا أكبر انكماش في قائمة تضم 193 دولة.
ويقدر البنك الدولي أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي انخفض بنسبة 2.6 في المائة في عام 2022 ومن المتوقع أن ينكمش بنسبة 0.5 في المائة هذا العام.