أخبارأخبار عامة

البريكس وتأثيرها على كسر هيمنة القطب الواحد.. ماهي السيناريوهات المحتملة؟

وفقاً لما تقوله الدكتورة فرحانة باروك، رئيسة قسم مشاركة العملاء في معهد جوردان لعلوم الأعمال GIBS  بجامعة بريتوريا وزميلة سابقة والتي شاركت في مركز ويذرهيد للشؤون الدولية بجامعة هارفارد وجهات نظرها حول قمة البريكس الخامسة عشرة خلال مقابلة مع شبكة أخبار الصين قائلةً:

“سيكون لهذه الكتلة (البريكس) تأثير هائل على المنظمات المتعددة الأطراف مثل مجموعة العشرين والتعاون فيما بين بلدان الجنوب”

درست باروك الصين لأكثر من 20 عاماً، وتخصصت في العلاقات الصينية الإفريقية، وكمتحدثة ضيفة في قمة البريكس لهذا العام، أشارت إلى أن المناقشات كانت مكثفة للغاية، وتتوقع أن يكون للنتائج تأثير هائل على المجموعات المتعددة الأطراف مثل مجموعة العشرين والتعاون بين بلدان الجنوب.

وعلى خلفية المواقف الصعبة المتزايدة، عملت النقاط الساخنة الإقليمية بما في ذلك الأزمة المطولة في أوكرانيا والعلاقات المعقدة بين الولايات المتحدة والصين على رفع قضايا الحوكمة العالمية والتعددية الشاملة إلى قمة جدول الأعمال.

وأضافت أن الآلية المتعددة الأطراف التي تمثلها مجموعة البريكس، وهي اتحاد عالمي يركز على الحوار وشراكة الحضارات، ستلعب دوراً أكبر في التعامل مع الأزمات الحالية في الجغرافيا السياسية والتجارة والمناخ وأكثر من ذلك.

وترى باروك أن القمة الخامسة عشرة لمجموعة البريكس يمكن أن تكون “نقطة تحول” في الحوكمة العالمية، واعترافاً بالإنسانية في حضارات بعضها البعض، اجتمعت دول البريكس ذات التفكير المتماثل بروح الاحترام المتبادل والتعلم المتبادل، مما يوفر “بديلاً واقعياً للأجندة المناهضة للتنمية المنبثقة من الشمال العالمي”، وتشكل هذه الآلية تحدياً حقيقياً لهيمنة الدول الغربية والنظام العالمي الأحادي القطب.

البريكس

وتعتقد باروك أن موضوع التعددية الشاملة يتماشى مع القيم الجوهرية للإنسانية والشمولية لدول البريكس، وقارنت الفلسفة الإنسانية في الكونفوشيوسية الصينية مع فكرة “أوبونتو” التقليدية في جنوب أفريقيا، وسلطت الضوء على التشابه الأساسي بين الاثنين من حيث رعاية الإنسانية والترابط بين البشر. وأضافت أن أمريكا الجنوبية طورت أيضاً ثقافات عميقة وغنية تدعو إلى أسلوب حياة متناغم مع الطبيعة.

ومستشهدة بالمفاهيم التي تدافع عنها الصين والتي مفادها أن التبادلات الثقافية يجب أن تتجاوز الاختلافات، وأن التعلم المتبادل يتغلب على الصدامات وأن التعايش يجب أن يتعارض مع مشاعر التفوق، أشارت باروك إلى أن آلية البريكس المبنية على التعددية تقدم إجابة بديلة لـ “صراع الحضارات” المعروف. “الحضارات” طرحها عالم السياسة الأمريكي صامويل هنتنغتون الذي رأى أن القوى الصاعدة سوف تصطدم حتماً بالقوى القائمة.

تعد التنمية الاقتصادية موضوعاً آخر للتركيز في القمة، والتي لها أهمية قوية وسط الضغوط الاقتصادية الهبوطية في حقبة ما بعد كوفيد-19، ووفقاً للبيانات الصادرة في مارس 2023 من قبل شركة أكورن ماكرو للاستشارات، وهي شركة أبحاث الاقتصاد الكلي ومقرها المملكة المتحدة، ساهم أعضاء البريكس الخمسة معاً بنحو 31.5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

تأثير إقتصادات دول البريكس على المشهد العالمي

أشارت باروك إلى أنه بالنظر إلى الحجم الهائل لاقتصادات البريكس، فإن الآلية ستضخ بلا شك المزيد من الموارد والحيوية في الاقتصاد العالمي، مما يتيح وصولاً أكبر إلى الأسواق العالمية ويجلب المزيد من الفوائد الاقتصادية والتجارية.

وباعتبارها باحثة من جنوب إفريقيا، أكدت أيضاً على أهمية الصين في تعزيز تنفيذ آلية البريكس وكذلك مبادرة الحزام والطريق في جنوب إفريقيا والقارة الإفريقية الكبرى.

وذكرت أن جنوب أفريقيا تمر بأزمة طاقة خطيرة، وقد زودتها الصين بتقنيات الطاقة الشمسية وغيرها من المساعدات الفنية الحيوية لدعم انتقالها إلى طاقات أكثر خضرة، علاوة على ذلك، هناك عدد كبير من مشاريع البنية التحتية قيد الإنشاء في البلدان الأفريقية على طول “الحزام والطريق”.

وأعربت باروك عن أملها في تعزيز التعاون بين الصين وجنوب أفريقيا في قطاع الطاقة قائلة:

“إن دول البريكس بحاجة إلى تكثيف الجهود في مجالات التجارة والطاقة والبنية التحتية لتحقيق الأهداف ذات الصلة، بما في ذلك القضاء على الفقر وتعزيز النمو الاقتصادي في أفريقيا الجنوب العالمي”.

 

 

المصدر
هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى