هل انتهى عصر الوقود الأحفوري؟.. إليك ما تراه وكالة الطاقة الدولية
قال رئيس وكالة الطاقة الدولية الثلاثاء إنه للمرة الأولى من المتوقع أن يصل الطلب العالمي على النفط والغاز والفحم إلى ذروته هذا العقد بسبب النمو المذهل لتقنيات الطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية.
وكتب المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول في مقال بصحيفة فايننشال تايمز أن التقرير السنوي لتوقعات الطاقة العالمية الذي تصدره وكالة الطاقة الدولية الشهر المقبل سيظهر أن “العالم على أعتاب نقطة تحول تاريخية”.
وقال بيرول إن هذا التحول سيكون له آثار على المعركة ضد تغير المناخ لأنه سيقدم موعد ذروة انبعاثات الغازات الدفيئة.
وأضاف بيرول في تعليقات منفصلة نشرتها وكالة الطاقة الدولية:
“سيظل الوقود الأحفوري معنا لسنوات عديدة قادمة ولكن بالنظر إلى أرقامنا، ربما نشهد بداية نهاية عصر الوقود الأحفوري”.
وأكد بيرول إن التغيير يرجع في الغالب إلى “النمو المذهل” لتقنيات الطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية، إلى جانب التغيرات الهيكلية في الاقتصاد الصيني وتداعيات أزمة الطاقة.
ومع ذلك، حذر من أن الانخفاضات المتوقعة في الطلب على النفط والغاز والفحم “ليست قريبة بما يكفي لوضع العالم على طريق الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري” إلى 1.5 درجة مئوية وهو الهدف المفضل بموجب اتفاقية باريس، وأضاف أن تحقيق هذا الهدف “سيتطلب إجراءات سياسية أقوى وأسرع بكثير من جانب الحكومات”.
تحذير للأمم المتحدة حول الطاقة و الوقود الأحفوري
سيكون مصير الوقود الأحفوري في قلب المناقشات في قمة المناخ COP28 التي ستعقدها الأمم المتحدة في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر في دبي والتي تعتبر منتج رئيسي للنفط.
وفي تقرير مرحلي صدر يوم الجمعة، حذرت الأمم المتحدة من أن العالم “ليس على المسار الصحيح” لتحقيق الأهداف طويلة المدى لاتفاق باريس.
وقال التقرير إن انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية يجب أن تبلغ ذروتها بحلول عام 2025 ثم تنخفض بشكل حاد بعد ذلك للحفاظ على هدف 1.5 درجة مئوية في الاعتبار.
وقالت الأمم المتحدة إن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري الذي لا يمكن احتجاز انبعاثاته أو تعويضه أمر مطلوب أيضاً لتحقيق هدف صافي انبعاثات الكربون إلى الصفر بحلول عام 2050.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية بالفعل في تقرير لها في يونيو أن ذروة الطلب العالمي على النفط ستكون “في الأفق” قبل نهاية العقد، لكنها المرة الأولى التي تجري فيها مثل هذا التقييم بالنسبة للفحم والغاز.
وصرح بيرول يوم الثلاثاء قائلاً:
“تظهر أحدث توقعاتنا أن نمو السيارات الكهربائية في جميع أنحاء العالم وخاصة في الصين، يعني أن الطلب على النفط في طريقه إلى الذروة قبل عام 2030”.
وأضاف أنه بعد أن ظل “مرتفعا بشكل عنيد” خلال العقد الماضي، من المتوقع أن يصل الطلب على الفحم إلى ذروته في السنوات القليلة المقبلة.
وأشار بيرول إلى أن “العصر الذهبي للغاز” الذي دعت إليه وكالة الطاقة الدولية لأول مرة في عام 2011 “يقترب الآن من نهايته”، مع توقع انخفاض الطلب في الاقتصادات المتقدمة في وقت لاحق من هذا العقد.
وتابع قائلاً:
“هذا نتيجة لتفوق مصادر الطاقة المتجددة بشكل متزايد على الغاز لإنتاج الكهرباء، وظهور المضخات الحرارية وتحول أوروبا المتسارع بعيداً عن الغاز بعد الغزو الروسي لأوكرانيا”.
عملية انتقال الطاقة تتقدم بقوة
صرح سيمون تاجليابيترا خبير المناخ وكبير زملاء مركز بروجيل للأبحاث في بروكسل، إن التوقعات الجديدة لوكالة الطاقة الدولية “توضح أنه على الرغم من أن تحول الطاقة العالمي لا يزال يتباطأ، إلا أنه يتقدم بقوة”.
وأضاف قائلاً:
“بما أن التكنولوجيات مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية أصبحت الآن قادرة على المنافسة من حيث التكلفة، فإن التحول ينتقل من كونه مدفوعاً بالسياسات إلى كونه مدفوعاً بالتكنولوجيا، هذه سمة أساسية لأنها تحمي العملية من الرياح السياسية المعاكسة”.
وقال محللون في رويال بنك أوف كندا في مذكرة، إن التوقعات الجديدة لوكالة الطاقة الدولية تسلط الضوء على “النجاح في التشريعات المؤيدة للطاقة المتجددة”.
وقال محللو RBC:
“على الرغم من ذلك، لا يزال هناك مجال لصانعي السياسات لبذل المزيد من الجهد لتسريع التحول في مجال الطاقة والتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، مع استمرار المناقشات عبر الاقتصادات الكبرى في مجالات مثل عوائد الطاقة المتجددة والقدرة على تحمل التكاليف”.