
وفقاً لوكالة رويترز قالت أربعة مصادر مطلعة، إن شركة النفط الحكومية النيجيرية إن.إن.إن.سي.بي بدأت شراء البنزين عبر مناقصات نقدية بدلاً من مقايضات النفط للمرة الأولى منذ ما يقرب من عشر سنوات.
وقالت المصادر إن أحدث مناقصة للشركة لشراء البنزين للتسليم في نوفمبر أغلقت هذا الأسبوع، وأضاف اثنان منهم أن شركة النفط الوطنية النيجيرية ستدفع آخر الديون المستحقة بموجب مقايضات النفط طويلة الأمد بحلول نهاية الشهر المقبل، فيما لم ترد شركة النفط الوطنية النيجيرية على الفور على طلب للتعليق على الأمر.
ويأتي هذا التحول نتيجة للجهود التي بذلها الرئيس بولا تينوبو الذي تم تنصيبه في مايو، لإلغاء دعم الوقود المكلف كجزء من إصلاحات أوسع تهدف إلى دعم الموارد المالية المتعثرة لأكبر دولة مصدرة للنفط في أفريقيا.
وصرح تشيتا نوانزي الشريك الرئيسي في شركة SBM Intelligence ومقرها لاجوس، عن خطوة دفع ثمن النفط نقداً، بدلاً من شحنات النفط القيمة قائلاً: “إنه أمر إيجابي، السؤال هو ما إذا كان من الممكن الحفاظ عليه”.
وفي العام الماضي، لم ترسل شركة النفط الوطنية النيجيرية أي شيء إلى خزائن الحكومة، حتى في ظل ارتفاع أسعار النفط، حيث استهلكت مقايضة النفط بالبنزين كل النفط الخام الذي كان عليها بيعه وأكثر من ذلك، وتدين شركة النفط الوطنية النيجيرية للتجار بما يصل إلى ثلاثة مليار دولار من النفط هذا العام، وهي ديون قال المصدران إنها ستسدد في نوفمبر.
نيجيريا توقف مقايضة وارداتها في النفط الخام
أدت الإصلاحات التي نفذتها تينوبو في مايو إلى زيادة أسعار البنزين بأكثر من ثلاثة أضعاف، وقضت فعلياً على التهريب عبر الحدود الذي كان يستنزف ملايين اللترات يومياً من نيجيريا إلى البلدان المجاورة ذات أسعار المضخات الأعلى.
وفي حين أنها تضخ النفط أكثر من أي دولة أفريقية أخرى، إلا أن نيجيريا لا تقوم بتكرير سوى القليل وتعتمد بشكل شبه كامل على واردات الوقود للحفاظ على حركة سكانها البالغ عددهم 200 مليون نسمة.
وشملت الجولة الأخيرة من المقايضة أكثر من 12 اتحاداً بما في ذلك تجار النفط الأجانب مثل فيتول وتوتال إنيرجي وميركوريا وشركات محلية مثل الصحراء.
وقالت المصادر إنه على الرغم من الإصلاحات، لا تزال شركة النفط الوطنية النيجيرية هي المستورد الوحيد للبنزين، بسبب النقص المستمر في النقد الأجنبي والحد الأقصى الفعلي لسعر المضخة، مما يعني أن المستوردين من القطاع الخاص لا يمكنهم كسب المال من جلب الوقود.
يعد تقريب سعر صرف النايرا الرسمي من السوق الموازية من أهم أولويات تينوبو، لكن السوق السوداء شهدت وصول قيمة النايرا إلى مستوى قياسي يتجاوز 1000 مقابل الدولار الشهر الماضي.