القطاع الزراعي في الجزائر يموت والسبب الجفاف

تتعرض الجزائر لمشكلة كبيرة بسبب حالة الجفاف التي تؤثر بشكل كبير على القطاع الزراعي. حيث يشهد هذا القطاع تدهوراً ملحوظاً نتيجة قلة الأمطار والنقص الحاد في الموارد المائية وانخفاض نسبة المياه في السدود. يعاني القطاع الزراعي في هذه الظروف ويتجاوز الأمر حاجز الازدهار إلى أن يكون على وشك الانقراض.
بسبب استمرار ارتفاع درجات الحرارة وعدم تساقط أي أمطار لمدة تقريباً شهرين من فصل الخريف، يعاني المزارعون في الجزائر من ضيق ظروفهم الاقتصادية. وبسبب هذه الأحوال الجوية القاسية، فقد أصبحت حيلتهم في زراعة محاصيلهم وتربية مواشيهم محدودة. حيث لا يمكن للمزارعين الاعتماد على الأمطار لسقي حقولهم وحيواناتهم، مما يؤثر سلباً على موسمهم الزراعي ويتسبب في تراجع إنتاجيتهم وزيادة تكاليف إنتاجهم. لذا، يعتبر هذا الوضع مصدر تذمر واستياء بالغ للمزارعين الجزائريين.

يواجه آلاف المزارعين الجزائريين مشكلة خطيرة حالياً تتمثل في ذبول وموت أشجارهم ببطء. يعاني هؤلاء المزارعون من انقطاع المياه في الآبار، مما يعد تحدياً كبيراً للزراعة وللحفاظ على المائدة المائية. ولتفادي تفاقم هذه المشكلة، فإن السلطات تحظر حفر مزيد من الآبار، ما يزيد من حزن واستياء المزارعين الذين يشاهدون محاصيلهم تتضرر ويتدهور وضعهم الاقتصادي.
بناءً على تقرير نشرته مجلة “جون أفريك”، فإن السلطات قد قامت بإصدار حظر رسمي على حفر آبار جديدة أو تعميق الآبار القديمة. ويأتي هذا الحظر في إطار جهود الحفاظ على مستويات المياه الجوفية. وتقوم السلطات الأمنية بمراقبة الامتثال الصارم لهذا القرار، ومن المتوقع أن يُفرض غرامات مالية باهظة على أي شخص يخالف هذا القرار.
تأثرت العديد من السدود في مناطق وسط وغرب البلاد بسبب موجات الحر الشديدة وانقطاع الأمطار خلال فصل الصيف الحار. بعض هذه السدود أصبحت جافة تماماً، مثل كوديات أكردون وقدارة وتيشي حاف، مما أدى إلى حدوث كوارث بيئية كبيرة ونفوق الآلاف من الأسماك. تزداد سوء الوضع تدريجياً مع استنزاف المياه الجوفية وجفاف السدود ونقص الموارد المائية.
وفقاً لما ذكره جون أفريك، أصبح الجفاف المستمر والمثير للقلق للعام الخامس على التوالي مصدر قلق للعديد من المواطنين. يعاني هؤلاء المواطنون من تأثيراته السلبية على حياتهم اليومية، خاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وأسعار المواد الأساسية.
جرت صلاة الاستسقاء في جميع المساجد السبت الماضي، وتلقى الأئمة تعليمات بأداء صلاة النافلة مع احتمالية إعادتها في حالة عدم هطول الأمطار أو قلتها. هذا ما ذكرته وزارة الشؤون الدينية في بيانها الصحفي، حيث دعت الناس إلى الاستغفار والتضرع إلى رحمة الله لكي ينزل المطر.
بالإضافة إلى تأمين احتياجات السكان من مياه الشرب، يعاني القطاع الزراعي أكثر من أي قطاع آخر من تداعيات الجفاف غير المسبوق.