الحكومة الألمانية تواجه ردود فعل غاضبة بعد إلغاء برنامج لدعم السيارات الكهربائية

تعرضت الحكومة الألمانية لانتقادات حادة يوم الأحد بعد إنهاء برنامجها المفاجئ لدعم صناعة السيارات الكهربائية، مما زاد من صعوبات هذا القطاع المصاب بالأصل بالمشاكل.

تأتي إلغاء البرنامج نتيجة لأزمة الميزانية التي تعاني منها الحكومة في الفترة الأخيرة.

ذكرت وزارة الاقتصاد يوم السبت أن يوم الأحد سيكون آخر يوم يمكن للمشترين المحتملين تقديم طلب للاستفادة من البرنامج الذي يوفر آلاف اليوروهات لكل زبون يشتري سيارة كهربائية.

اعترف المتحدث باسم الوزارة بأن الوضع مؤسف بالنسبة للمستهلكين الذين كانوا يأملون في الاستفادة من الدعم. أكد أنه لم يكن لديهم خيار آخر لأنه لم يعد هناك ما يكفي من الأموال المتاحة. هذه التصريحات جاءت وفقاً لوكالة “فرانس برس”.

قدم المحلل فرديناند دودنهوفر من مركز أبحاث السيارات تحذيراً بأن القرار قد يكون له عواقب وخيمة.

في تصريحاته لصحيفة راينيش بوست، أشار دودنهوفر إلى أن قدرة مصنعي السيارات على المنافسة ستتأثر بشدة الآن.

حذرت صحيفة “هاندلسبلات” من أن إلغاء البرنامج يشكل تهديداً لخطط ألمانيا لتعزيز الأسطول المحلي بـ 15 مليون سيارة كهربائية بحلول عام 2030.

وفقاً لوزارة الاقتصاد، تم صرف حوالي 10 مليارات يورو منذ عام 2016 في إطار البرنامج الذي دعم شراء نحو 2.1 مليون سيارة كهربائية.

تواجه صناعة السيارات في ألمانيا تحديات كبيرة في التحول إلى استخدام المحركات الكهربائية، نظراً للتباطؤ العالمي في الاقتصاد وتراجع مستويات الطلب.

بالإضافة إلى ذلك، تواجه صناعة السيارات في ألمانيا منافسة شرسة من المنتجين المحليين في الصين، حيث تُعتبر الصين واحدة من أهم أسواق السيارات في العالم.

قررت أعلى محكمة في ألمانيا في الشهر الماضي أن الحكومة انتهكت الحد الدستوري للاستدانة عندما قامت بتحويل 60 مليار يورو المخصصة لدعم مكافحة الأوبئة إلى صندوق للمناخ.

أدى الحكم المفاجئ إلى ثغرة كبيرة في خطط الإنفاق وأحدث اضطرابات في الائتلاف الحاكم بقيادة المستشار أولاف شولتس.

بعد أن تمت الموافقة على ميزانية الطوارئ لعام 2023، قام شولتس وشركاؤه في الائتلاف بمناقشات استمرت لأسابيع قبل أن يتوصلوا يوم الأربعاء إلى اتفاق بشأن ميزانية عام 2024.