ارتفعت أسعار النفط أكثر من 1% يوم الجمعة مع تحويل عدد متزايد من ناقلات النفط مسارها من البحر الأحمر بعد ضربات جوية وبحرية ليلاً شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على أهداف للحوثيين في اليمن بعد هجمات على السفن التي شنتها الجماعة المدعومة من إيران.
وفي حين كان من المتوقع أن تؤدي عمليات التحويل إلى زيادة التكلفة والوقت الذي يستغرقه نقل النفط، إلا أن الإمدادات لم تتأثر بعد، كما أشار المحللون وخبراء الصناعة، مما أدى إلى وقف المزيد من المكاسب في الأسعار.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.08 دولار، أو 1.4%، إلى 78.51 دولار للبرميل بحلول الساعة 1:25 بعد الظهر، بالتوقيت الشرقي 18:25 بتوقيت غرينتش، بعد أن ارتفع في وقت سابق بما يزيد عن 3 دولارات إلى أكثر من 80 دولار.
وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 85 سنتاً، أو 1.2%، إلى 72.85 دولارا للبرميل، مقلصة مكاسبها بعد أن سجلت أعلى مستوى في الجلسة عند 75.25 دولار.
ارتفاع أسعار النفط بسبب أحداث البحر الأحمر
ومع ذلك، كان كلا الخامين في طريقهما للإغلاق على انخفاض هذا الأسبوع، حيث انخفض برنت بنسبة 0.2% وغرب تكساس الوسيط بنسبة 0.8%، حيث أدت التخفيضات الحادة في الأسعار من قبل المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للخام، والزيادة المفاجئة في مخزونات الخام الأمريكية إلى إثارة مخاوف بشأن الإمدادات في وقت سابق من الأسبوع.
وقالت مات ستيفاني رئيس شركة كافانال هيل إنفستمنت مانجمنت للاستشارات الاستثمارية:
“على الرغم من أن نقص الشحن عبر البحر الأحمر… يخلق مشكلات في نقل بعض إمدادات الخام، فإن التأثير على أسواق النفط الفعلية، حتى الآن، ضئيل للغاية”.
وأضافت ستيفاني: “إذا امتد الصراع إلى الجانب الآخر من شبه الجزيرة العربية… فقد يكون رد فعل أسواق النفط أكثر أهمية بكثير”.
وقالت شركات الناقلات ستينا بالك وهافنيا وتورم إنها قررت وقف جميع السفن المتجهة نحو البحر الأحمر.
قال رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع، إن حركة المرور في قناة السويس المصرية منتظمة في الاتجاهين، ولا صحة لما تردد عن توقف الملاحة بسبب التطورات في البحر الأحمر.
وتأتي الضربات الأمريكية والبريطانية رداً على هجمات الحوثيين منذ أكتوبر على السفن التجارية في البحر الأحمر في إظهار الدعم لحركة حماس الفلسطينية في حربها ضد إسرائيل.
ويغذي التصعيد المخاوف من أن الحرب بين إسرائيل وحماس قد تتسع إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط مما يعطل إمدادات النفط، واحتجزت إيران يوم الخميس ناقلة تحمل الخام العراقي جنوب المضيق متجهة إلى تركيا.
سيؤدي تحويل مسار الناقلات حول جنوب إفريقيا أيضاً إلى رفع أسعار الشحن حيث تسلك السفن طرقًا أطول. ويمثل البحر الأحمر، وهو طريق رئيسي بين أوروبا وآسيا، حوالي 15% من حركة الشحن في العالم.
وقال متحدث باسم الحوثيين إن الجماعة ستواصل استهداف السفن المتجهة نحو إسرائيل، وحذرت إيران من أن الهجوم على الحوثيين سيغذي “انعدام الأمن وعدم الاستقرار” في المنطقة، بحسب وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية.
ودعت السعودية إلى ضبط النفس و”تجنب التصعيد” وقالت إنها تراقب الوضع بقلق بالغ.
ودعمت أسعار النفط أيضاً شراء الصين مستويات قياسية من النفط الخام في عام 2023 مع تعافي الطلب من الركود الناجم عن الوباء على الرغم من الرياح الاقتصادية المعاكسة في أكبر مستهلك للطاقة في العالم.
وارتفعت علاوة عقد برنت للشهر الأول إلى عقد الستة أشهر إلى ما يصل إلى 2.09 دولار للبرميل يوم الجمعة، وهو أعلى مستوى منذ أوائل نوفمبر، في علامة على أن الأسواق تتوقع نقصاً في الإمدادات للتسليم الفوري.
وعلى جانب العرض، قالت بيكر هيوز إن عدد منصات النفط الأمريكية، وهو مؤشر للإنتاج المستقبلي، انخفض بمقدار اثنين إلى 499 هذا الأسبوع.
وفي ليبيا، قال المتحدث باسم المتظاهرين الذين هددوا بإغلاق منشأتين للنفط والغاز في طرابلس إنهم قرروا تمديد الموعد النهائي يوم الجمعة لإغلاق المنشآت لمدة 24 ساعة حيث توجد مفاوضات مع الوسطاء.
